طالبتُ الحياةَ بأكثرَ ممّا تطيقُ
أن
تُخرجَ من الأرضِ كلامًا بدل النّباتات
نقطفُه
بصمتٍ جنائزيٍ
ندسُّه
في قيعانِ الزّجاجاتِ حتّى أعناقِها
ونزيّنُ
به الطّرقاتِ
بين
ربيعٍ يستقلُّه العمرُ إلى طفولةِ الأشياء
وبين
شتاءٍ يسكبُ البردَ في حقائبِ الأطفال ...
أنا
الدّرّاجةُ
التي
داسَت أوراقَ الممتلئين بذواتهم
كي
تعودَ إلى البيتِ باكرًا
قبلَ
أن ينطفئَ الضّبابُ
وتشتعلَ
عيونُ اللّيلِ حيرةً ...
أنا
البيتُ
الذي
تثقبُ عقاربُ السّاعاتِ جدرانَه البيضاء
مسابِقةً
سوادَ عينيّ إلى مكيدةِ الكلمات
وغرفٍ
لا يتّسعُ قلبي لنزلائها المحتمَلين
أطلقُ
عليهم أسماءَ أقلّبها بين يديّ
حتّى
إذا صارَت على تماسٍّ واضحٍ مع النّور
لطمتُ
بها السّقفَ
وتناثرتُ
في البياض ..
أنا
البلادُ التي تفرِطُ في كلٍ شيءٍ
لدرجةِ
أنّني أداوي المرضى بالأغنيات
وأشرّعُ
بوّاباتِي لأشجارِ الغرباءِ
باعتبارِها
شقائق الإنسانِ
في
حراسةِ البارحةِ من الأين،
لدرجةِ
أنّني أجمعُ خيباتي على مائدةٍ واحدةٍ
كي
يسهلَ على النّسيانِ التهامُها لقمةً واحدةً،
بل
حتّى أرفضُ إعطاء بسمتي للمواليد الجدد
خوفًا
من تفوّقِ الأمواتِ أنفسهم
على
صورِهم في بسملات ذاكرتي حول ظلالهم ...
وبناءً
على ما تقدّم
أوصي
الحياةَ بأن تنساني برهةً
ريثما
وجدتُ امرأةً أخرى
أختبئُ
من ظلمتي في شموعِها ...
✍️دموع مصطفى، شاعرة لبنانية

جميل
ردحذفسلمت الأنامل
ردحذف