إن الدماغ يحب الحكايات لأنها توفر روايات واضحة تخترق
عوامل التشتيت، كما تساعدنا القصص على التركيز، خاصة في هذا العصر الذي يصعب فيه
جذب انتباه الآخرين أكثر من أي وقت مضى. هنا يمكننا أن نتساءل حول تأثير السرد
القصصي على دماغ الطفل. لقد أُجريت مجموعة من التجارب التي اهتمت بهذا الموضوع، من
بينها التجربة التي قام بها فريق بحثي من جامعة طوكيو الطبية وطب الأسنان في
اليابان بقيادة "مايوكي يابا"، حيث درسوا تأثير السرد القصصي على دماغ
الأطفال باستخدام التحليل الطيفي بالأشعة تحت الحمراء القريبة، ودرسوا تأثيرات
قراءة الكتب المصورة.
وبالتالي، يساهم السرد القصصي في تطوير دماغ الطفل وجعله أكثر قابلية للإبداع وخلق عوالم مختلفة ومتعددة. و الفضل يعود في هذه الدراسات " لسرديات ما بعد كلاسيكية narratology post classical ، التي ساعدت على تقوية الروابط بين السرد و الذهن Mind، و النص و القارئ ، وعززت القاعدة التجريبية للدراسات السردية، من خلال تبئير الاهتمام على العمليات الذهنية و التفسيرات العصبية، ووصف السيرورات الإدراكية المعرفية ، وزيادة الاهتمام بدور السرد في تكوين الذكاء وفي نشاط الذهن، وبقدرته الكبيرة على إغناء نظريات الذهن ، وفهم عمليات بناء الذات self-construction. وبفضل المعالجة الإدراكية المعرفية للسرد لم تعد القصص و الروايات تمثل فقط هدفا تأويليا يتطلب مهارة ذهنية للمؤولين، بل أيضا غدت موارد للتأويل- لأن السرد التخييلي يفضي بنا لإنشاء آثار مرأوية أعقد من التي توجد في الحياة العادية الحقيقية – وتمرينا ذهنيا لا غنى عنه لفهم الذات و الآخرين، وصناعة المعاني لتجربتنا، وإثراء لتجربتنا الذهنية، وتنمية وتوسيعا لقدرة عقولنا (أذهاننا)".[2]
[1]: Yabe, M., Oshima, S., Eifuku,
S., Taira, M., Kobayashi, K., Yabe, H., & Niwa, S. (2018). Effects of storytelling
on the childhood brain: Near-infrared spectroscopic comparison with the effects
of picture-book reading. Fukushima Journal of Medical Science, 64(3).، بتصرف QUILLBOTتم ترجمته بموقع
تاريخ
الاستلام: 25 أبريل 2018
تاريخ
القبول: 21 سبتمبر 2018
[2] د.عبد الرحيم أخ العرب، " السرد و
البيداغوجيا و الثقافة نحو سرديات ما بعد كلاسيكية مقاربة بينية". الطبعة الأولى 2022، ص 23،بتصرف.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق