فضاء ثقافي يحتفي بجماليات الأدب العربي. نقدم في هارموني الحروف دراسات نقدية، نصوصا سردية (قصص قصيرة وتجريبية)، وشعرا مرهفا. نغوص في فلسفة الأدب وتحليل الخطاب لنصنع محتوى خالدا. انضم إلينا لتبادل الرؤى في واحة الفكر والإبداع.

سحائب المجد | عرّاك عيادة الشمري

 

 

قصيدة سحائب المجد – مديح نبوي رائع

إذا أَزجت سحابَ الفكر ريحُ
لباديةٍ فكلّلها القريحُ

وفاحت في مسالكها القوافي
كأنّ رويّها المسك الصريح

فإنّ الحرف قد سمّى عظيما
له العلياء والمجد الصحيح

نبيٌ رمّ مبعثهُ البرايا
بدهرٍ ناءَ كاهله طليح

خيارٌ من خيارٍ في معدٍّ
وفي أسلافه الجدَ الذبيح

دعاءٌ من خليل الله ماضٍ
وبشرى ساقها عيسى المسيح

له ملء الضلوع رفيف قلبٍ
يحلقُ في شمائله سريح

فما يجري لخيرٍ منه حبرٌ
ولا تسمو المحامد والمديح

فخَلْق والملامح معجزاتٌ
ومقدمُ آيها الوجه الصبيح

وعرفٌ يسبق الأقدامَ منه
اذا ماعانق البدنَ النضيح

وإن بزّ الملوكَ بحسن سمتٍ
فدونَ وقاره صدرٌ فسيح

وأخلاقٌ مفرّدةٌ عظامٌ
كما نُظمت على السلك السنيح

أمين ٌصادقٌ عفٌ حليمٌ
حييٌ طاهرٌ نبهٌ سميحُ

له قبل الرسالة مكرماتٌ
ونفس عن هوى الدنيا تشيح

فصافح كفه بيض السجايا
وضمّتْه النبوةُ ما تزيح

أتى قوما بمكّةَ قد أضاعوا
سبيل الحق والمسعى قبيح

فأصنامٌ وأحقادٌ وشركٌ
وكل رذيلة كبرى تسيح

فكان الرحمة المهداة فيهم
فآب مُضللٌ ونجا طريح

وقوّمهم فأرسلهم شموسا
ليتبع نورها الجيل الصليح

بقرآن ليوم الدين يتلى
به نفس الموحد تستريح

روى الأقوام من عجَمٍ وعرْبٍ
قراحا ما يخالطه المليح

ولا عجبٌ إذا رقَت قلوبٌ
وقد عظُم المؤدب والنصيح

فما هز الجماد سواه خلقٌ
وما يتلو مواعظه فصيح

تٌسلّم من مودته حصاةٌ
وجذعٌ إذ يفارقه يصيح

وإن حمي الوطيس بدار حربٍ
و أُثقلتِ الذوابل والصفيح

به الأصحاب لاذوا وأستجاروا
عرينا دونه الليث المبيح

و ما قُصدت على الضرّاء دارٌ
كدار الهاشمي إذا يميح

يجود فلا يمارى في نداه
إذا ماضن بالمال الشحيح

بكفٍّ في حشا القالين شوكٌ
وللعافين ريحانٌ وشيح

فهل حملت كأحمد من فلاةٍ
وهل يدني كأعظمه ضريح




✍️
عرّاك عيادة الشمري، شاعر سوري




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق