[هذا الصباح لم أرَ من
على الهضبة مايبهر، لا ألوان السّماء التي تحبس دمع غيمها عمدًا، لا تمدّد الأشعة
الشّمسيّة على قمم الجبال التي لا تبارح ترابها، لا الدّوريّ الوقح على قرميد
البيوت الحزين، لا عراك الأطفال قبل استيقاظ أمهاتهم، لا ثورة الدّجاج في القنّ وقد
غطّ سيّدهم في النّوم، لا صوت المناجل تخاصر غصون الزّيتون الميتة، لا رنين
الأجراس في أعناق المواشي، لا القصائد الجميلة المعلّقة على الجدران الافتراضيّة،
لا وصيّة جورج قرمز العذبة بالاستسلام لجنون الرّوح المطلق]
كانت عاديّتك خلّابة أيها الخلق
الجديد
وكانت طقوسك مجتمعةً
حبّةَ عدس صغيرةً في طبق الكون
الكبير،
وكنتُ متفرّجًا كمنت سعادتُه
بألا يتجاوز بصره ما ترى العينان،
لن أبحث عن المعنى بين أكوامِ القشّ
التي تستعدّ القيامةُ لإحراقها
ولا شأنَ لي بغرس شتلةٍ في ترابٍ لن
تحرثه ثيراني ..
أريد أن أغادر الشّرفة لا لي ولا
عليّ
بيتي في صدري أتمشّى في قشوره
حافيةً بصمتِ الرّهبان
وصبحي في عيني تكتبني قصائده بكل
لغات الأرض
بين الكلمة والكلمة صوتُ مؤذّنٍ
ينادي: ألله أجمل!
ويقول لي مبتسمًا: صباح الخير.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق